الجمعة، 16 أكتوبر 2009

مفهوم جديد للعمل من المنزل



قبل أن نبدأ الحديث عن المشاريع التجارية الإلكترونية ، لا بدّ من إلقاء الضوء على مفهوم النشاطات التجارية التي تدار من المنزل ، سواءً كنت تعمل على الخط أو حتى خارج الخط (online – offline) . ورغم أنّ هذا المفهوم جديد إلى حدٍ ما في بلداننا في الوقت الحالي ، إلا أنه منتشر في أنحاء أوروبا ، وعلى الأخصّ في الولايات المتحدة الأمريكية التي يزداد فيها انتشاراً على نطاقٍ واسعٍ في عصر الإنترنت .
q              الحقائق

يرى الدكتور بول رينولدز (Paul D. Reynolds) البروفيسور بجامعة بابسون (Babson) ومدير الأبحاث الخاصة بصغار المستثمرين ، أنّ إنشاء المشاريع التجارية المنزلية أكثر انتشاراً من الزواج وإنجاب الأطفال ، إذ يتخلّى آلاف الأشخاص يومياً عن مراكزهم الوظيفية غير المستقرة سعياً وراء مشاريع تجاريةٍ فرديةٍ ذات إيرادٍ أفضل ، وبدوامٍ كامل أو جزئي . أما الموقع http://www.linkresources.com/ التابع لهيئة مصادر المعلومات الدولية ، فقد نشر على صفحات موقعه البيانات التالية :
ü     ü       30 % من الموظفين يسعون إلى تغيير وظائفهم كل 3،7 سنوات وسطياً ،
ü     ü       ثمانية آلاف فرد تقريباً ينضمّون يومياً إلى قائمة أصحاب المشاريع المنزلية ،
ü     ü       27 مليون فرد سبق أن انضموا إلى هذا القطاع ،
ü     ü       الغالبية العظمى منهم بدأوا نشاطهم خلال ساعات الفراغ ،
ü     ü       14 مليون فرد يعملون بدوام كامل ، و 13 مليون بدوام جزئي ،
ü     ü       16 % من هذا القطاع تديره النساء ،
ü     ü       يتم افتتاح نشاطٍ تجاري منزلي جديد كل 11 ثانية تقريباً ،
ü     ü       85 % منهم يستمرون لمدة 3 سنوات مقابل 20 % فقط في النشاطات الأخرى ،
ü     ü       بلغت إيرادات العام الماضي لهذا القطاع 382،50 بليون دولار في أميريكا فقط

يبدو أنّ هذا القطاع ينطلق بسرعة البرق في عصر الإنترنت ، بشكلٍ لم يسبق له مثيل ، على الأقل خارج بلداننا العربية ... لكن لماذا من المنزل ؟
يبدأ القسم الأكبر من هذه الأعمال عادةً كهوايةٍ تمارس أيام العطل وأوقات الفراغ أكثر مما يبدأ كمشروعٍ سبق الإعداد والتخطيط له . ثم تبدأ فكرة التسويق وتحويل الهواية إلى عائدٍ مالي بالتبلور حين يرى المرء أنّ نتاج هوايته يحظى بالإطراء والثناء ممّن حوله ، وأنه يمكن أن يتحول إلى نشاطٍ تجاري يدرّ دخلاً إضافياً ، وإن كان صغيراً في بدايته ، لكنه يخلو على الأقل من المخاطر والنفقات الكبيرة إضافةً إلى أنه قابل للنمو شيئاً فشيئاً ، بالتدريج ، مع ازدياد الطلب على المنتج .
حين يزداد الطلب على المنتج وتتحول الهواية الشخصية إلى نشاطٍ تجاري ، يفضّل معظم الناس أن يستمروا في العمل عليها كما اعتادوا في السابق ، فيخصّصوا لهذا النشاط ركناً نائياً من أركان المنزل ، أو موقعاً آخر بجواره إن لم يتح لهم الخيار الأول .
يرتكز هذا المفهوم على عدة أسسٍ أهمّها ، خفض النفقات والمصاريف ، والمرونة في اختيار أوقات العمل لا يهم إن كانت في الصباح الباكر أو عند الظهيرة أو حتى في ساعةٍ متأخرةٍ من الليل ، وعدم الحاجة لاستعداداتٍ ذهنية ونفسية خاصة والتقيّد بملابس رسمية عند التوجّه للعمل ، والأهمّ من ذلك ، أنّ معظم هذه النشاطات تدار على شكل فريقٍ ثنائي يتكون من الزوج والزوجة مما يضفي مزيداً من الحميمية على العلاقة الزوجية مقارنةً بزوجين عاملين في مؤسستين مختلفتين لا يلتقيان معظم النهار .
لكن مقابل هذه المزايا ، هنالك أيضاً منغّصات قد تصل أحياناً إلى حدّ المشكلة ، تواجه أصحاب النشاطات التجارية المنزلية ...
فعندما تكون مستغرقاً في العمل في مكانٍ مستقل بعيداً عن أجواء المنزل ، لن يهرع إليك ثلاثة أطفالٍ يتصايحون ويتدافعون كي تحضّر لهم ساندويتشاتهم المفضلة ، ولن تضطر للتفكير في استخدام طاولة الكوي لتضع عليها ملفّاتك لأن أولئك الخبثاء ملأوا مكتبتك بألعابهم ، ولن يمتعض ابنك من اضطراره لإبقاء صوت الستيريو منخفضاً لأنك تستضيف زبوناً في الغرفة المجاورة ، ولن تنزعج زوجتك من اضطرارها لشواء السمك على الشرفة كي لا تعبق غرفة مكتبك بالرائحة ، ولن يواظب الأصدقاء على الاتصال بك وهم يعرفون أنك هناك ، ولن يستوقفك الجيران لتبادل الحديث غير عابئين بساعات عملك ، ولن يتململوا من حركة السير الزائدة التي يخلقها زبائنك في الحيّ الهادئ !
قد تطغى بعض تلك السيناريوهات إذا تكررت على المتعة المصاحبة لهذه الأنشطة ، وقد تجد نفسك تتصارع بعد فترةٍ من الزمن مع أعرافٍ وأدبياتٍ ومبادئ لم تكن تسمع بها من قبل ، وسيترتب عليك إذا قررت الاستمرار ، أن تضع حدوداً حاسمة للعائلة والأصدقاء ، وأن تسعى لبلورة إطارٍ واضح المعالم أمام الجميع وتخطط لتقسيم أوقاتك بشكلٍ صحيح .

لا شيء في هذه الحياة بلا مقابل !




q              من أجل أداءٍ أفضل

الكلّ يرغب في العثور على مصدرٍ آخر للدخل ...
لكنّهم عاجزون للأسف عن الانخراط في عملٍ آخر . فهم مشغولون في وظائفهم معظم ساعات النهار وفي تأمين احتياجاتهم ومتطلباتهم اليومية في ما تبقّى من الساعات . إنما في معظم الأحوال هناك دائماً طريقة لتوفير بعض الوقت من أجل ممارسة نشاطٍ مجدٍ .
قد يعني ذلك في البداية تغيير بعض العادات والممارسات اليومية وربما التخلي عن بعض ساعات اللهو والاستجمام ، أو اختصار الوقت الذي تمضيه في المقهى وأمام التلفزيون وفي الدردشة مع الأصدقاء ، لكنّ الأمر يستحق ذلك على المدى البعيد .
إذا أمعنت النظر فيما اعتدت على ممارسته كل يوم ستجد أنك تفرّط في جزءٍ كبيرٍ من وقتك بلا مبرر ، وأنك قادر على توفير ساعتين أو ثلاثة يومياً على الأقل يمكن استثمارها بطريقةٍ بنّاءةٍ وأكثر فاعلية . لا عليك أن تقلق بشأن أوقات المتعة واللهو ، فعندما يبدأ مشروعك بتحقيق الأرباح سيكون لديك متّسعاً من الوقت لتفعل ما تريد .
لكن ، كما ينبغي الحدّ من التفريط ، ينبغي الحذر من الإفراط ...
لا تحاول أن تنجز في ساعةٍ واحدة ما يتطلب إنجازه يوماً كاملاً . أعطِ كل أمرٍ حقّه ثم اسعَ لتنفيذه بلا أعذار . ولا تنسَ أن تخصّص وقتاً لراحتك وآخر ولأسرتك .
تبدأ الخطوة الأولى لتنظيم الوقت على أسسٍ سليمة من إعداد برنامج عمل ، قائمة أوامر ، لما يتوجب عليك القيام به خلال اليوم ، ثم الالتزام بتنفيذ هذا البرنامج دون تلكؤ .
أنت مصدر الأوامر ...
في الوظيفة ، هناك دائماً رئيس مباشر يوزّع المهامّ ، وعليك تنفيذ ما يطلب منك  أرضيتَ به أم لا لأنك ستستلم أجرك في نهاية الشهر مقابل تنفيذ تلك الأوامر . أما عندما تعمل لحسابك الخاص فعليك أنت أن تعرف ما المطلوب إنجازه وطريقة إنجازه وتصدر الأوامر إلى نفسك .
صحيح أن الناس عادةً لا يحبّون الأوامر والفروض لما تفرضه من قيود ، لكن دون حدٍ أدنى من التخطيط وإرساء القواعد والتشريعات ، فسيغرق العالم من حولنا في فوضى عارمة . لقد تمّ تشريع النظم والقوانين والمراسيم لإدارة شؤون المجتمع وتنظيم العلاقات بين الناس أفراداً ومؤسسات وكلما ازداد تمسّكنا بتلك القوانين كلما قلّت مشاكلنا وازدادت قدرتنا على الإنتاج . إنّما يمكنك التخفيف من وطأة الأوامر الصادرة عنك وإليك ، وضمان الالتزام بالبرامج التي تضعها بل والاستمتاع بتنفيذها ، إذا تجنّبت البدء بعملٍ لا تفهمه ، مهما بدا لك العشب فيه أخضراً .
وتلك مسألة أساسية ...
انظر في مهاراتك الشخصية وخبراتك وهواياتك ومواهبك وستجد داخلك براكين خامدة تنتظر الشرارة فقط لكي تتفجر . اختر من المواهب ما هو أكثر انسجاماً مع ميولك ورغباتك ، وما ترى في ممارسته نوعاً من المرح أكثر مما تراه واجباً . لا تتطلّع في البداية إلى حيث يوجد المال فقد يكون سراباً . مارس ما تستمع به وستبلغ الهدف ، وسيسير إليك المال على قدميه .
تلك هي آيديولوجيا النجاح ...
الشغف بما تعمل ...
تلك الحالة الوجدانية التي تجعلك منكبّاً على العمل حتى ساعةٍ متأخرة من الليل دون إحساسٍ بالزمن ، وتجعلك تتردد في التوقف عنه بسبب إجازة نهاية الأسبوع مالم تنجز ما تعمل عليه .
أما عندما تفتقد هذا الشعور وترى أنك متعَب دائماً ، فهذا نذير سوء . لن تدرك مدى الأثر الذي يلعبه العامل النفسي في النجاح حتى تختبره بنفسك .
ابدأ ببطء وبالتدريج ... ابدأ صغيراً وتحاشى النفقات الكبيرة ... فالوضع على الإنترنت يختلف عما تراه في العالم الحقيقي . هنالك أيضاً نفقات ومصاريف على الإنترنت ، لكنها لا تقارن بما هو عليه الحال في العالم من حولك حيث يلعب رأس المال وحجم الانطلاقة دوراً بارزاً في نجاح المشروع . لذا ، من المهمّ أن تخصص الجزء الأكبر من إيرادات مشروعك خلال العام الأول ، إن لم نقل كلّها ، لتغطية نفقاته إلى أن تصل به إلى المستوى المطلوب . ومن الأهمّ في هذه المرحلة ، أن تمتلك مورداً آخر تستطيع الاعتماد عليه في تغطية مصاريف شؤون حياتك الأسرية ريثما يتمكن رضيعك الإلكتروني من السير على قدميه ، فالاثنا عشر شهراً الأولى فترة حاسمة .
ولأنّ الإنترنت غابة مترامية الأطراف يسهل جداً أن تتيه بين جنباتها ، يجب وضع أنظمةٍ دقيقةٍ ، ورقيةٍ ورقميةٍ ، لحفظ المعلومات منذ البداية ، ملفّات متنوعة كي تحفظ فيها بياناتك واشتراكاتك ، أسماء الدخول (user names) وكلمات السرّ (passwords) والإيرادات والنفقات وسجلات العملاء ومراسلات البريد الإلكتروني وإيصالات الدفع وإيصالات والاستلام والشهادات المصرفية وبطاقات الإيداع والفواتير والشيكات الملغاة وكاتالوجات الموردين ، وإلا فستفقد السيطرة على الأمور عندما تصل إلى مرحلةٍ متقدمة
على أية حال ، خلافاً لما قد تبدو عليه ، يمكن للأمور في هذا الفضاء الجديد أن تسير في غاية السهولة إذا امتلكت المعرفة اللازمة . ومن خلال الممارسة ، سوف تكتشف المزيد ، وستتعلم الكثير من أخطائك ، إنّما ... بعد أن تتكون لديك قاعدة صحيحة من المعلومات.





المصدر هو كتاب من القاع للأصقاع


ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

كيفية إنشاء موقع والربح من الانترنت Headline Animator